ولكي يتّضح أنّ النّبي (ص) لا يستطيع شيئاً بغير الإِستناد إِلى لطف الله ورحمته، فكل شيء بيد الله وبأمره، وحتى رسول الله (ص) نفسه يترقب بعين الرجاء رحمة الله الواسعة، ومنه يطلب النجاة والفوز: (ومن يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين).
هذه الآيات تبيّن منتهي درجات التوحيد، وترد على الذين كانوا يرون للأنبياء سلطاناً مستقلا عن ارادة الله، كما فعل المسيحيون عندما جعلوا من المسيح (ع) المخلّص والمنقذ، فتقول لهم: إِنّ الأنبياء أنفسهم يحتاجون إِلى رحمة الله مثلكم.
﴿مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ﴾ العذاب ﴿يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ﴾ نجاه وأثابه ﴿وَذَلِكَ﴾ الرحم ﴿الْفَوْزُ الْمُبِينُ﴾.