التّفسير
يقظة عابرة عقيمة:
في هاتين الآيتين إِشارة إِلى بعض مواقف عناد المشركين، وفيهما يتجسد مشهد من مشاهد نتائج أعمالهم لكي يدركوا المصير المشؤوم الذي ينتظرهم فيستيقظون، أو تكون حالهم - على الأقل - عبرة لغيرهم، فتقول الآية: (ولو ترى إِذ وُقفوا على النّار...) (1) لتبيّن لك مصيرهم السيىء المؤلم.
إِنّهم في تلك الحال على درجة من الهلع بحيث أنّهم يصرخون: ليتنا نرجع إِلى الدنيا لنعوض عن أعمالنا القبيحة، ونعمل للنجاة من هذا المصير المشؤوم، ونصدق آيات ربّنا، ونقف إِلى جاب المؤمنين: (فقالوا يا ليتنا نُردّ ولا نكذّب بآيات ربّنا ونكون من المؤمنين) (2).
﴿وَلَوْ تَرَىَ﴾ يا محمد أو أيها الرائي ﴿إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ﴾ أروها أو اطلعوا عليها أو أدخلوها لرأيت أمرا هائلا ﴿فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ﴾ إلى الدنيا ﴿وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ للإضراب عن إرادة الإيمان المتمنى.