أما كان من الأجدر بهؤلاء أن يستيقظوا عندما جاءهم البأس وأحاطت بهم الشدائد؟! (فلولا إِذ جاءهم بأسنا تضرعوا) أنّهم لم يستيقظوا، ولذلك سببان:
الأوّل: إِنّهم لكثرة آثامهم وعنادهم في الشرك زايلت الرحمة قلوبهم والليونة أرواحهم: (ولكن قست قلوبهم).
والثّاني: إنّ الشيطان قد استغل عبادتهم أهواءهم فزيّن في نظرهم أعمالهم، فكل قبيح ارتكبوه أظهره لهم جميلا، ولكل خطأ فعلوه جعله في عيونهم صواباً: (وزيّن لهم الشّيطان ما كانوا يعملون).
﴿فَلَوْلا﴾ فهلا ﴿إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا﴾ عذابنا ﴿تَضَرَّعُواْ﴾ أي لم يتضرعوا مع وجود الداعي ﴿وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ فذلك الذي منعهم عن التضرع.