التّفسير
التّحقيق الشّامل:
لقد تضمنت الآيات السابقة إِشارة إِلى معرفة الله ونزول القرآن الكريم، أمّا الآيات أعلاه فانها تتحدث عن المعاد فهي مكملة للآيات السالفة، مضافاً إِلى أنّ الآية المتقدمة تحدثت عن الجزاء الدنيوي للظالمين، وهذا الآيات تبحث في الجزاء والعقاب الأُخروي لهم، وبهذايتضح الإِرتباط بينها.
يقول تعالى أوّلا وهو يقرر سُنّة عامّة: (فلنسألن الذين أُرسل إِليهم) أي أنّنا سنسأل في يوم القيامة كل من أرسلنا لهدايته رسولا، حتماً ودون ريب.
بل ونسأل كذلك الأنبياء أيضاً: ماذا فعلوا في مجال تبليغ رسالتهم: (ولنسألن المرسَلين).
وعلى هذا الأساس فالجميع مسؤولون، قادةً وأتباعاً، رسلا ومرسلا إِليهم، غاية ما في الأمر أنّه يختلف السؤال والمسؤوليات من طائفة إِلى أُخرى.
وثمّة حديث مروي عن الإِمام أميرالمؤمنين (ع) في هذا الصعيد يؤيد هذا المعنى أيضاً، إِذا يقول:"فيقام الرسل فيُسألون عن تأدية الرسالات التي حملوها إِلى أُممهم، فأخبروا أنّهم قد أدّوا ذلك إِلى أُممهم" (1).
هذا وقد صرّح في حديث آخر في تفسير علي بن إِبراهيم بهذا المعنى أيضاً (2).
﴿فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ﴾ أي الأمم عن إجابتهم الرسل ﴿وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ﴾ عن تأدية ما حملوا من الرسالة.