عندما يئس الملأ والأغنياء المستكبرون من زعزعة الإيمان في نفوس الجماهير المؤمنة بصالح (عليه السلام)، ومن جانب آخر رأوا أنّ وساوسهم وشائعاتهم لا تجدي نفعاً مع وجود "الناقة" التي كانت تُعَدّ معجزة صالح (عليه السلام)، لهذا قرّروا قتل الناقة، مخالفين بذلك أمر ربّهم (فعقروا النّاقة وعتوا عن أمر ربّهم) (3).
ولم يكتَفوا بهذا أيضاً، بل أَتَوا إلى صالح نفسه وبصراحة (قالو يا صالح أئتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين).
يعني أنّنا لا نخاف تهديداتك مطلقاً، وأن هذه التهديدات جميعها لا أساس لها... والحقيقة أنّ هذا الكلام نوع من الحرب النفسية ضد صالح (عليه السلام)، بهدف إضعاف روحيته وروحية المؤمنين به.
﴿فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ﴾ أسند فعل البعض إلى الكل لرضاهم به ﴿وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ﴾ استكبروا عن امتثاله ﴿وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا﴾ من العذاب ﴿إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾.