وهل هم في أمان من ذلك العذاب في النهار وهم غارقون في أنواع اللهو واللعب (أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون).
يعني أنّهم في قبضة القدرة الإِلهية في جميع الأحوال والأوقات، ليلا ونهاراً، في اليقظة والنوم، في ساعات الفرح والترح، وبإشارة واحدة وأمر واحد يقضى عليهم جميعاً، ويطوي صفحة حياتهم نهائياً، دون الحاجة الى مقدمات وأسباب قبلية، أو لمرور الزمان لهذا العمل.
أجل في لحظة واحدة، ومن دون أية مقدمات يمكن أن تحل أنواع المصائب والنوائب بهذا الإنسان الغافل.
والعجيب أنّ البشرية الحاضرة، رغم كل ما أحرزته من تقدم ورقي في الصنائع وفي التكنولوجيا، ومع أنّها سخرت طاقات الكون والطبيعة المختلفة لخدمة نفسها، فإنّها ضعيفة وعاجزة تجاه هذه الحوادث، بنفس المقدار من العجز والضعف الذي كان عليه إنسان العصور السابقة.
يعني أن الإنسان لم يتغير حاله تجاه الزلازل والصواعق وما شابهها، حتى بالنسبة إلى إنسان ما قبل التاريخ.
وهذه علامة قوية على نهاية عجز الإنسان وشدة ضعفه رغم قدرته وقوته... وهذه حقيقة يجب أن يجعلها الإنسان نصب عينيه دائماً وأبداً.
﴿أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى﴾ نهارا عند ارتفاع الشمس ﴿وَهُمْ يَلْعَبُونَ﴾ يلهون فيما لا ينفعهم.