كيف انتصر الحقّ في النهاية؟
في هذه الآيات جرى الحديث حول المواجهة بين النّبي موسى (عليه السلام)، وبين السحرة، وما آل إليه أمرهم في هذه المواجهة، وفي البداية تقول الآية: إنّ السحرة بادروا إلى فرعون بدعوته، وكان أوّل ما دار بينهم وبين فرعون هو: هل لنا من أجر إذا غلبنا العدوّ (وجاء السحرة فرعون قالوا إنّ لنا لأجراً إن كنّا نحن الغالبين) ؟!
وكلمة "الأجر" وإن كانت تعني أي نوع من أنواع الثواب، ولكن نظراً إلى ورودها هنا في صورة "النكرة"، و"النكرة" في هذه الموارد إنّما تكون لتعظيم الموضوع وإبراز أهميته بسبب إخفاء ماهيته ونوعيته، لهذا يكون الأجر هنا بمعنى الأجر المهم والعظيم وبخاصّة أنّه لم يكن ثمّة نزاع في أصل استحقاقهم للأجر والمثوبة، فالمطلوب من فرعون هو الوعد بإعطائهم أجراً عظيماً وعوضاً مهمّاً.
﴿وَجَاء السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ﴾ وهم سبعون أو أكثر ﴿قَالْواْ إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ﴾ وقرىء على الإخبار.