وحلّ اليوم الموعود، وهيّأ السحرة كل مقدمات العمل... حفنة من العصىّ والحبال التي يبدو أنّها كانت معبئة بمواد كيمياوية خاصّة، تبعث على حركتها إذا سطعت عليها الشمس، لأنّها تتحول إلى غازات خفيفة تحرّك تلك العصي والحبال المجوفة.
وكانت واقعة عجيبة، فموسى وحده (ليس معه إلاّ أخوه) يواجه تلك المجموعة الهائلة من السحرة، وذلك الحشد الهائل من الناس المتفرجين الذين كانوا على الأغلب من أنصار السحرة ومؤيديهم.
فالتفت السحرة في غرور خاص وكبير إلى موسى (عليه السلام) وقالوا: إمّا أن تشرع فتلقي عصاك، وإمّا أن نشرع نحن فنلقي عصيّنا؟
(قالوا ياموسى إمّا أن تلقى وإمّا أن نكون نحن المُلقين).
﴿قَالُواْ يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ﴾ ما معك ﴿وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ﴾ ما معنا خيروه تجلدا أو تأديا ولكن لحرصهم على الإلقاء قبله غيروا الأسلوب إلى الأبلغ بتعريف الخبر وتوسيط الفصل.