التّفسير
الغرض من النّسخ:
الآية الاُولى تشير أيضاً إلى بعد آخر من أبعاد حملة التشكيك اليهودية ضد المسلمين.
كان هؤلاء القوم يخاطبون المسلمين أحياناً قائلين لهم إن الدين دين اليهود وأن القبلة قبلة اليهود، ولذلك فإن نبيّكم يصلي تجاه قبلتنا (بيت المقدس)، وحينما نزلت الآية 144 من هذه السّورة وتغيّرت بذلك جهة القبلة، من بيت المقدس إلى مكة، غيّر اليهود طريقة تشكيكهم، وقالوا: لو كانت القبلة الاُولى هي الصحيحة، فلم هذا التغيير؟ وإذا كانت القبلة الثانية هي الصحيحة، فكل أعمالكم السابقة - إذن - باطلة.
القرآن الكريم في هذه الآية يردّ على هذه المزاعم وينير قلوب المؤمنين.
ويقول: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ الآية أَوْ نُنسِها نَأْتِ بِخَيْر مِنْهَا أَوْمِثْلِهَا﴾... وليس مثل هذا التغيير على الله بعسير ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنْ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ﴾؟!
﴿ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ﴾ بأن نرفع حكمها ﴿أَوْ نُنسِهَا﴾ بأن نمحو من القلوب رسمها ﴿نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا﴾ بما هو أعظم لثوابكم وأجل لصلاحكم ﴿أَوْ مِثْلِهَا﴾ من الصلاح أي لا ننسخ ولا نبدل إلا وغرضنا في ذلك مصالحكم ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ ألم تعلم خطاب للنبي وأمته لقوله تعالى.