لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثواني ...
جاري التحميل ...
سبب النّزول اختلفت الروايات في سبب نزول هذه الآية: روي عن ابن عباس أن الآية ترتبط بتغيير القبلة، فعندما تغيرت قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى الكعبة بدأ اليهود يشككون قائلين: وهل من الممكن أن تتغير الكعبة؟ فنزلت الآية ترد عليهم وتقول إن المشرق والمغرب لله. وروي أيضاً: أَنَّ الاية نَزَلْتْ فِي الصَّلاَةِ الْمُسْتَحبَّةِ يَسْتَطِيعُ الاِْنْسَانُ أَنْ يُؤَدِّيهَا عَلى رَاحِلَتِهِ أَيْنَمـَا اتَّجَهَتِ الرَّاحِلَةُ، دُونَ اشْتِرَاطِ الاِْتِّجَاهِ نَحوَ الْقِبْلَةِ. وروي عن جابر أَنَّ الرَّسُولَ (صلى الله عليه وآله وسلم) بَعَثَ جَمَاعَةً فِي غَزْوَة، فَجَنَّ عَلَيْهِمُ اللَّيْلُ وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَعْرِفُوا اتِّجَاهَ الْقِبْلَةِ، فَصَلَّتْ كُلُّ مَجْمُوعَة صَوْبَ جهَة، وَبَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ تَبَيَّنَ أَنَّهُمْ لَمْ يَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ سَأَلْوا النَّبيَّ عَنْ ذَلِكَ فَنَزَلَتِ الاْيَةُ الْكَرِيمَةُ (هذا الحكم له شروط طبعاً تذكره الكتب الفقهية). ومن الممكن أن تكون أسباب النّزول المذكورة كلها ثابتة للآية، أضف الى ذلك أن كل آية في القرآن لا تنحصر بأسباب نزولها، بل ينبغي أن يؤخذ مفهومها بشكل حكم عام، وربما استخرج منهاأحكام متعددة. التّفسير أَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ: الآية السابقة تحدثت عن الظالمين الذين يمنعون مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ويسعون في خرابها، وهذه الآية تواصل موضوع الآية السابقة فتقول: ﴿وِللهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَايْنَمـَا تُولُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ﴾. تؤكد هذه الآية أن منع النّاس عن إحياء المساجد لا يقطع الطريق أمام عبودية الله، فشرق هذا العالم وغربه لله سبحانه، وأينما تولوا وجوهكم فالله موجود. وتغيير القبلة تمّ لظروف خاصة، وليس له علاقة بمكان وجود الله، فالله سبحانه وتعالى لا يحده مكان، ولذلك تقول الآية بعد ذلك: ﴿إِنَّ اللهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾. واضح أن المقصود بالمشرق والمغرب في الآية ليس هو الجهتين يالخاصتين، بل هو كناية عن كل الجهات. كأن يقول أحد مث: أعداء علي (عليه السلام) سعوا للتغطية على فضائله، لكن فضائله انتشرت في شرق العالم وغربه، (أي في كل العالم). ولعل سبب شيوع استعمال الشرق والغرب في الكلام أن الإنسان ييتعرف أو على هاتين الجهتين، ثم يعرف بقية الجهات عن طريق هاتين الجهتين. وفي آية اُخرى يقول القرآن الكريم: ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مِشَارِقَ الاَْرْضِ وَمَغَارِبَهَا﴾ بحوث 1 - فلسفة القبلة: الله موجود في كل جهة ومكان، فلماذا وجب الإِتجاه نحو القبلة في الصلاة؟ واضح أن الإِتجاه نحو القبلة لا يعني تحديد ذات الباري تعالى في مكان وفي جهة، بل إن الإِنسان موجود مادي، ولابدّ أن يصلي باتجاه معين، ثم إن ضرورة الوحدة والتنسيق في صفوف المسلمين تفرض اتجاههم في الصلاة نحو قبلة واحدة، وإلاّ ساد الهرج والفوضى، وتفرّقت الصفوف وتشتتت. أضف إلى ذلك أن الكعبة التي جعلت قبلة للمسلمين بقعة مقدسة ومن أقدم قواعد التوحيد، والإِتجاه نحوها يوقظ في النفوس ذكريات المسيرة التوحيدة. 2 - عبارة ﴿وَجْهُ اللهِ﴾ لا تعني هذا الوجه المتعارف، بل تعني ذات الله تعالى. 3 - استدلت الروايات بهذه الآية على صحة الصلاة إلى غير القبلة لسهو أو اضطرار، وعلى صحة الصلاة على ظهر الراحلة. (لمزيد من التوضيح راجع وسائل الشيعة، كتاب الصلاة، باب القبلة). ﴿وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ﴾ يملكهما يعني بهما ناحيتي الأرض أي له الأرض كلها فإن منعتم الصلاة في المساجد فصلوا حيث كنتم ﴿فَأَيْنَمَا﴾ إلى أي جهة صرفتم وجوهكم ﴿فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ﴾ جهته التي جعلها قبلة لكم أو ذاته أي عالم بما فعلتم فيه ﴿إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ﴾ الرحمة فيوسع على عباده ﴿عَلِيمٌ﴾ بمصالحهم قيل منسوخة بآية فول وقيل مخصوصة بحال الضرورة والمروي عن أئمتنا (عليهم السلام) أنها نزلت في قبلة المتحير وفي التطوع في السفر على الراحلة.