ويأخذ القرآن الكريم مرّة أُخرى بأيدي المسلمين ليعيدهم نحو تاريخهم، فكم كانوا في بداية الأمر ضعفاء وكيف صاروا لعلهم يدركون الدرس البليغ الذي علّمهم إيّاه في الآيات السابقة فيقول: (واذكروا إذ أنتم قليلٌ مستضعفون في الأرض تخافون أنّ يتخطفكم الناس).
وهذه عبارة لطيفة تشير إِلى الضعف وقلّة العدد التي كان عليها المسلمون في ذلك الزمن، وكأنّهم كانوا شيئاً صغيراً معلقاً في الهواء بحيث يمكن للأعداء أخذه متى أردوا، وهي إشارة لحال المسلمين في مكّة قبل الهجرة قبال المشركين الأقوياء.
أو إشارة لحال المسلمين في المدينة بعد الهجرة في مقابل القوى الكبرى كالفرس والروم: (فآواكم وأيّدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون).
﴿وَاذْكُرُواْ﴾ معشر المهاجرين ﴿إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ﴾ قبل الهجرة ﴿مُّسْتَضْعَفُونَ﴾ لقريش ﴿فِي الأَرْضِ﴾ أرض مكة ﴿تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ﴾ يأخذكم بسرعة كفار قريش أو غيرهم ﴿فَآوَاكُمْ﴾ إلى المدينة ﴿وَأَيَّدَكُم﴾ قواكم ﴿بِنَصْرِهِ﴾ يوم بدر بالملائكة أو بالأنصار ﴿وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ﴾ الغنائم ﴿لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ نعمه.