وتجّسد الآية بعدها كيفية موت الكفار ونهاية حياتهم، فتتوجه بالخطاب إِلى النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فتقول: (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق).
ومع أنّ الفعل "ترى" فعل مضارع، لكنّه مع وجود "لو" يدل على الماضي، فتكون الآية إشارة إِلى حالة المشركين السابقة وموتهم الأليم، ولهذا السبب يعتقد بعض المفسّرين أن ذلك إشارة إِلى قتل هؤلاء على أيدي الملائكة في بدر، وأوردوا في هذا الصدد بعض الرّوايات غير المؤكّدة.
إلاّ أنّ القرائن - كما أشرنا سابقاً - تدل على عدم تدخل الملائكة مباشرة في الحرب أو المعركة، فبناء على هذا فإنّ الآية محل البحث تتكلم عن ملائكة الموت وكيفية قبض الأرواح والجزاء الأليم الذي يُمنى به أعداء الحق في تلك اللحظة.
﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ﴾ ببدر ومفعول ترى مقدر أي لو ترى الكفرة حين تتوفاهم الملائكة ﴿يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ﴾ حال منهم أو من الملائكة أو منهما ﴿وَأَدْبَارَهُمْ﴾ ظهورهم أو أستاههم ﴿وَذُوقُواْ﴾ أي يقال ذوقوا ﴿عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾ أي نار الآخرة أو مقامع حديد كلما ضربوا التهبت نارا وجواب لو محذوف تهويلا.