التّفسير:
سنّةُ الله تقبل التغيير والتبديل:
في هذه الآيات إشارة إِلى "سنة إلهية دائمة" تتعلق بالشعوب والأُمم والمجتمعات، لئلا يتصور بعض أنّ ما أصاب المشركين يوم بدر من عاقبة سيئة كان أمراً استثنائياً، فإنّ من جاء بمثل تلك الأعمال في السابق، أو سيقوم بها مستقبلا سينال العاقبة ذاتها.
فتقول الآية الأُولى من الآيات محل البحث: (كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إنّ الله قوي شديد العقاب).
فبناءً على هذه فإن قريشاً والمشركين وعبدة الأصنام في مكّة، الذين أنكروا آيات الله وتعنتوا بوجه الحق وحاربوا قادة الإِنسانية، ليسوا وحدهم الذين نالوا جزاء ما إقترفوه، بل أنّ ذلك قانون دائم، وسنة إلهية تشمل من هم أقوى منهم - كآل فرعون - كما تشمل الشعوب الضعيفة كذلك
﴿كَدَأْبِ﴾ أي دأب هؤلاء وعاداتهم كدأب ﴿آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ من الأمم ﴿كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ﴾ بيان لدأبهم ﴿فَأَخَذَهُمُ اللّهُ﴾ بالعقاب ﴿بِذُنُوبِهِمْ﴾ كأخذه هؤلاء ﴿إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ﴾ لا يمنع ﴿شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ لمستحقه.