و تبيّن الآية التي بعدها المعتمد الأساس للنّبي(ص): (وتوكل على الحي الذي لا يموت).
فمع هذا المعتمد والملجأ والمولى الذي ما زال ولن يزال حياً دائماً، فلا حاجة لك بأجر وجزاء هؤلاء، ولا خوف عليك من ضررهم ومؤامراتهم.
والآن حيث الأمر على هذه الصورة فسبح الله تنزيهاً له من كل نقص، وأحمده إزاء كل هذه الكمالات (وسبح بحمده).
من الممكن اعتبار هذه الجملة بمنزلة التعليل للجملة السابقة، لأنّ تعالى هو المنزّه من كل عيب ونقص، وأهلٌ لكل كمال وجمال، وحقيق بالتوكل عليه.
ثمّ يضيف القرآن الكريم: لا تقلق من بهتان ومؤامرات الأعداء، لأنّ الله مطلع على ذنوب عباده وسيحاسبهم: (وكفى به بذنوب عباده خبيراً).
﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ﴾ في دفع المضار وجلب المنافع فإنه الكافي ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ﴾ نزهه عما لا يليق به ﴿وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا﴾ بها فيجازيهم.