الآية الثّالثة تشير إِلى نعمتين من أكبر النعم التي يهبها الله للذين يطلبون الحق، إِحداهما: (لهم دار السّلام عند ربّهم)، والثّانية: (وهو وليّهم)، أي ناصرهم وحافظهم، وكل ذلك لما قاموا به من الأعمال الصالحات: (بما كانوا بعملون).
فأي فخر أجل وأرفع من أن يتولى الله أُمور الإِنسان ويتكفل بها فيكون حافظه ووليه، وأية نعمة أعظم من أن تكون له دار السلام، دار الأمن والأمان، حيث لا حرب ولا سفك دماء، ولا نزاع ولا خصام، ولا عنف ولا تنافس قاتل ومميت، ولا تضارب مصالح، ولا كذب ولا إِفتراء، ولا إِتهام ولا حسد ولا حقد، ولا هم ولا غم، بل الهدوء والطمأنينة والهناء؟
ولكن الآية تقول أيضاً: إِنّ هذه النعم لا تأتي بمجرّد الكلام، بل هي تعطي لقاء العمل... نعم العمل!
﴿لَهُمْ﴾ للمتذكرين ﴿دَارُ السَّلاَمِ﴾ أي السلامة أو دار الله وهي الجنة ﴿عِندَ رَبِّهِمْ﴾ في ضمانه ﴿وَهُوَ وَلِيُّهُمْ﴾ متولي أمرهم أو ناصرهم ﴿بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ بسبب أعمالهم أو متوليهم بجزائها.