ثمّ يؤمر رسول الله (ص) يهددهم: (قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إِنّي عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إِنّه لا يفلح الظالمون).
هنا أيضاً نلاحظ أنّ كلمة "الكفر" استعيض عنها بكلمة "ظلم"، وهذا يعني أنّ الكفر وإِنكار الله نوع من الظلم الصريح، فهو ظلم بحق النفس، وظلم بحق المجتمع، ولما كان الظلم يناقض العدالة العامّة في عالم الوجود، فهو محكوم بالإِخفاق والهزيمة.
﴿قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ﴾ تمكينكم أو طريقكم أو حالتكم وقرىء مكاناتكم وهو تهديد أي اثبتوا على كفركم كقوله اعملوا ما شئتم ﴿إِنِّي عَامِلٌ﴾ على ما أنا عليه من الإسلام ومغايرتكم ﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ﴾ أي العاقبة الحسنى في الدار الآخرة ﴿إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ وضع موضع الكافرين لعمومه.