6 - (ولا تقربوا ما اليتيم إِلاّ التي هي أحسن حتى يبلغ أشدّه) فلا تقربوا مال اليتيم إِلاّ بقصد الإِصلاح حتى يبلغ أشده ويستوي.
7 - (وأوفوا الكيل والميزان بالقسط) فلا تطففوا ولا تبخسوا.
وحيث أن الإِنسان - مهما دقق في الكيل والوزن - قد يزيد أو ينقص بما لا يمكن أن تضبطه الموازين والمكاييل المتعارفة لقلته وخفائه، لهذا عقب على ما قال بقوله: (لا نكلِّف نفساً إِلاّ وسعَها).
8 - (وإِذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى) فلا تنحرفوا عن جادة الحق عند الشهادة أو القضاء أو أمر آخر حتى ولو كان على القريب، فاشهدوا بالحق، واقضوا بالعدل.
9 - (وبعهد الله أوفوا) ولا تنقضوه.
وأمّا ما هو المراد من العهد الالهي المذكور في هذه الآية؟ فقد ذهب المفسّرون إِلى احتمالات عديدة فيه، ولكن مفهوم الآية يشمل جميع العهود الإِلهيّة "التكوينية" و"التشريعية" والتكاليف الإِلهية وكل عهد ونذر ويَمين.
ثمّ إِنّه سبحانه يقول في ختام هذه الأقسام الأربعة - للتأكيد ـ: (ذلكم وصاكم به لعلكم تذكّرون).
﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي﴾ بالخصلة التي ﴿هِيَ أَحْسَنُ﴾ ما يفعل بماله كحفظه وتنميته ﴿حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ﴾ قوته ويصير بالغا رشيدا ﴿وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ﴾ بالعدل ﴿لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا﴾ إلا ما يسعها ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ﴾ في حكم ونحوه ﴿فَاعْدِلُواْ﴾ فيه ﴿وَلَوْ كَانَ﴾ المقول له أو عليه ﴿ذَا قُرْبَى﴾ قرابة ﴿وَبِعَهْدِ اللّهِ﴾ ما عهد إليكم مما أوجبه عليكم ﴿أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ تتعظون.