وفي الآية الثالثة أبطل سبحانه جميع المعاذير والتحججات وسدّ جميع طرق التَملُّص والفرار في وجه المشركين، فقال لهم أوّلا: لقد أنزلنا هذا الكتاب مع هذه المميزات لكي لا تقولوا: لقد نزلت الكتب السماوية على الطائفتين السابقتين (اليهود والنصارى) وكنّا عن دراستها غافلين، وليس تَمرّدنا على أوامر الله لكونها موجودة عند غيرنا من الاُمَم، ولم يبلغنا منها شيء: (أنّ تقولوا إِنّما أُنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا، وإن كنّا عن دراستهم لغافلين) (1).
﴿أَن تَقُولُواْ﴾ أي أنزلنا كراهة أن تقولوا ﴿إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا﴾ اليهود والنصارى ﴿وَإِن﴾ مخففة ﴿كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ﴾ تلاوتهم ﴿لَغَافِلِينَ﴾ أي لا نعرف مثلها واللام فارقة.