التّفسير
لِمَ تخشونَ مقاتلةَ العدوِّ؟!
إنّ أحدَ أساليب الفصَاحة والبلاغة أن يكرر المتحدّث المطلب المهم بتعابير مختلفة للتأكيد على أهمية، وليكون له أثر في النفوس.
ولما كانت مسألة تطهير المحيط الإِسلامي من الوثنية وعبادة الأصنام وإزالة آثارها، من المسائل ذات الأهميّة القصوى، فإنّ القرآن يكرر هذه المطالب بعبارات جديدة - في الآيات محل البحث - ويورد القرآن كذلك لطائف تخرج المطلب - عن صورة التكرار، ولو التكرار المجازي.
فتقول الآية الأُولى من هذا الآيات محل البحث: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين).
وتضيف معقبةً (ونفصّل الآيات لقوم يعلمون).
وكان التعبير في الآيات المتقدمة أنّهم إذا أدّوا وظيفتهم الإِسلامية، أي تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزّكاة (فخلوا سبيلهم) أمّا التعبير في هذه الآية (فإخوانكم في الدين) أي لا فارق بينهم وبين أحد من المسلمين من حيث الإِحترام والمحبّة، كما لا فارق بين الإِخوان.
وهذه التعابير تؤثر من الناحية النفسية في أفكار المشركين وعواطفهم لتقبل الإِسلام، إذ تقول في حقّهم تارةً (فخلوا سبيلهم) وتارة (فإخوانكم في الدين) الخ...
﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ﴾ فهم إخوانكم ﴿فِي الدِّينِ﴾ كسائر المؤمنين ﴿وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ﴾ نبينها ﴿لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ يتأملونها.