يقول القرآن: ﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْئَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
وبذلك أرادت الآية أن توجّه أنظار هؤلاء إلى أعمالهم وسلوكهم وأفكارهم، وتصرفهم عن الإِنغماس في الإِفتخار بالماضين.
هذه الآية - وإن اتجهت في الخطاب إلى فئة اليهود وأهل الكتاب في عصر البعثة - تخاطبنا نحن المسلمين أيضاً، وتطرح أمامنا مبدأ:
ليس الفتى من يقول كان أبي*** إن الفتى من يقول ها أناذا
﴿تِلْكَ﴾ أي إبراهيم ويعقوب وبنوهما ﴿أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ﴾ مضت ﴿لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ﴾ لكل أجر عمله ﴿وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ لا تؤاخذون بمعاصيهم كما لا تثابون بطاعاتهم.