ولكن لو استمر المشركون في نقض العهود، فتقول الآية التالية: (وإن نكثوا إيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمّة الكفر إنّهم لا أيمان لهم).
صحيح أنّهم عاهدوكم على عدم المخاصمة والمقاتلة، إلاّ أن هذه المعاهدة - بنقضها مراراً، وكونها قابلةً للنقض في المستقبل - لا إعتبار لها أصلا ولا قيمة لها.
وتعقّب الآية مضيفةً (لعلهم ينتهون).
﴿وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم﴾ مواثيقهم ﴿مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ﴾ عقدهم ﴿وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ﴾ عابوه ﴿فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ﴾ وضعوا موضع المضمر لصيرورتهم بذلك ﴿إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ﴾ أي لا يحفظون أيمانهم وقرىء بالكسر كما عن الباقر (عليه السلام) أي الإيمان أو لا إسلام ﴿لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ﴾.