التّفسير
مواجهة فرعون مواجهةً منطقية وقاطعة:
انتهت في الآيات المتقدمة المرحلة الأُولى لمأمورية "موسى(ع) " وهي موضوع الوحي "والرسالة" وطلبه أسباب الوصول إلى هذا الهدف الكبير!...
وتعقيباً على المرحلة الآنفة تأتي الآيات - محل البحث - لتمثل المرحلة الثّانية، أي مواجهة موسى وهارون لفرعون، والكلام المصيري الذي جرى بينهم!
تقول الآية الأُولى من هذه الآيات مقدمةً لهذه المرحلة: (فأتيا فرعون فقولا إنّا رسول ربّ العالمين).
وجملة (فأتيا فرعون) تكشف عن أنّهما ينبغي أن يواجها فرعون نفسه بأيّة قيمة أو أيّ ثمن كان...
والتعبير بـ "رسول" بصيغة الإفراد مع أنّهما "موسى وهارون" نبيّان مرسلان، يشير إلى وحدة دعوتهما، فكأنّهما روحان في بدن واحد لهما خِطّة واحدة وهدف واحد.(1)
﴿فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ أفرد الرسول لأنه هنا مصدر وصف به كالرسالة أو لاتحادهما لوحدة مطلبهما وللأخوة أو أريد كل واحد منا.