إلاّ أن فرعون لم يتيقظ من نومة الغافلين بهذا البيان المتين المحكم لهذا المعلم الكبير الرّباني السماوي... فعاد لمواصلة الإستهزاء والسخرية، واتبع طريقة المستكبرين القديمة بغرور، و (قال لمن حوله ألا تستمعون).
ومعلوم من هم الذين حول فرعون؟ فهم أشخاص من نسيجه وجماعة من أصحاب القوّة والظلم والقهر والمال.
يقول ابن عباس: كان الذين حول فرعون هناك خمسمائة نفر، وهم يعدّون من خواص قومه.(1)
وكان الهدف من كلام فرعون أن لا يترك كلام موسى المنطقي يؤثر في القلوب المظلمة لأُولئك الرهط... فعدّه كلاماً بلا محتوى وغير مفهوم.
﴿قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ﴾ من أشراف قومه تعجبا لهم ﴿أَلَا تَسْتَمِعُونَ﴾ جوابه لسؤالي عن حقيقته بذكر صفاته أو بنسبة الربوبية إلى غيري.