وأمّا السحرة الغارقون بغرورهم، والذين بذلوا أقصى جهودهم لانتصارهم في هذا "الميدان"، فقد كانوا مستعدين ومؤمّلين لأن يغلبوا موسى(ع) (فألقوا حبالهم وعصيّهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون).(1)
أجل، لقد استندوا إلى عزّة فرعون كسائر المتملقين، وبدأوا باسمه وقدرته الواهية!
وهنا - كما يبيّن القرآن في مكان آخر من سورة وآياته - تحركت العصيُّ كأنّها الأفاعي والثعابين و (يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى).(2)
وقد انتخب السحرة العصي كوسائل لسحرهم، لتتغلّب حسب تصوّرهم على عصى موسى، وأضافوا عليها الحبال ليثبتوا علوّهم وفضلهم عليه...
فتهللت أسارير وجوه الناس ووجه فرعون فرحاً، وأشرق الأمل في عيني فرعون وأتباعه، وسُرّوا سروراً لم يكن ليخفى على أحد، وسرت فيهم نشوة اللّذة من هذا المشهد!
﴿فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ﴾ جزموا بأن الغلبة لهم وأقسموا بعزته ثقة بأنفسهم إذا بذلوا جهدهم في السحر.