وفي الآية الثّانية نرى أنّ القرآن يهدد المنافقين تهديداً شديداً، فقال: (ألم يعلموا أنّه من يحادد الله ورسوله فإنّ له نار جهنم خالداً فيها) ومن أجل أن يؤكّد ذلك أضاف تعالى (ذلك الخزي العظيم).
(يحادد) مأخوذ من (المحادّة) وأصلها (حدّ) ، ومعناها نهاية الشيء وطرفه، ولما كان الأعداء والمخالفون يقفون في الطرف الآخر المقابل، لذا فإن مادة (المحادّة) قد وردت بمعنى العداوة أيضاً، كما نستعمل كلمة (طرف) في حياتنا اليومية ونريد منها المخالفة والعداوة.
﴿أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ﴾ الشأن ﴿مَن يُحَادِدِ﴾ يشاقق ﴿اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ﴾.