إلاّ أن فرعون لم يحقق هدفه هنا، لأن السحرة قبل لحظة - والمؤمنين في هذه اللحظة - قد غمر قلوبهم الإيمان، وأضرمهم عشق الله; بحيث لم يهزّهم تهديد فرعون، فأجابوه بضرس قاطع واحبطوا خطته و (قالوا لا ضير إنا إلى ربّنا منقلبون).
فأنت بهذا العمل لا تنقص منّا شيئاً، بل توصلنا إلى معشوقنا الحقيقي والمعبود الواقعي، فيوم كانت هذا التهديدات تؤثر فينا لم نعرف أنفسنا ولم نعرف ربّنا، وكنّا، ضالين مضلين، إلاّ أنّنا عثرنا اليوم على ضالتنا (فاقض ما أنت قاض)!
﴿قَالُوا لَا ضَيْرَ﴾ لا ضرر علينا في ذلك ﴿إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ﴾ إلى ثوابه راجعون بعد الموت أو مصيرنا ومصيركم إليه فيحكم بيننا وبينك تعليل لنفي الضمير وكذا.