وفي الآية التي تليها وبخ القرآن هؤلاء وذمّهم وقبّحهم بأنّهم (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف) ، وكما أشرنا سابقاً، فإنّ خوالف جمع خالفة، وأصلها من (خلف) ، ولذلك يقال للمرأة إِذا خرج الرجل من المنزل، وبقيت في المنزل: إنّها خالفة.
والمقصود من الخوالف في هذه الآية كل الذين عُذِروا عن المشاركة في الجهاد بشكل أو آخر، أعم من أنّ يكونوا نساء أو مسنّين أو مرضى أو صبيان.
وقد أشارت بعض الأحاديث الواردة في تفسير الآية إِلى هذا الموضوع.
ثمّ أضافت الآية: بأن هؤلاء نتيجة لكثرة الذنوب والنفاق وصلوا إِلى مرحلة (وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون).
وقد بحثنا في بداية سورة البقرة معنى الطبع على القلب. (1)
ثمّ تحدثت الآية التي تليها في الجانب المقابل عن صفات وروحيات الفئة التي تقابل المنافقين، وهم المؤمنون المخلصون، وعن أعمالهم الحسنة، وبالتالي عاقبة أعمالهم المعاكسة تماماً لعاقبة أُولئك.
﴿رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ﴾ النساء جمع خالفة أي متخلفة أو السفلة ﴿وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ﴾ ما هو خير لهم.