التّفسير
تأثير آيات القرآن المتباين على القلوب:
تشير هاتان الآيتان إِلى واحدة من علامات المؤمنين والمنافقين البارزة، تكملةً لما مرّ من البحوث حولهما.
فتقول أوّلا: (وإِذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيّكم زادته هذه إِيماناً) (1) وهم يريدون بكلامهم هذا أن يبينوا عدم تأثير سور القرآن فيهم، وعدم اعتنائهم بها، ويقولون: إِنّ هذه الآيات لا تحتوي على الشيء المهم والمحتوى الغني، بل هى كلمات عادية ومعروفة.
ولكن القرآن يجيبهم بلهجة قاطعة، ويقول ضمن تقسيم الناس الى طائفتين: (فأمّا الذين آمنوا فزادتهم ايماناً وهم يستبشرون).
﴿وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم﴾ فمن المنافقين ﴿مَّن يَقُولُ﴾ لباقيهم استهزاء ﴿أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ﴾ السورة ﴿إِيمَانًا﴾ تصديقا ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا﴾ بانضمام تصديقهم بها إلى إيمانهم ﴿وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ فرحا بها.