وفي خامس أدعيته يتوجه نظره إلى عمّه الضالّ، وكما وعده أنّه سيستغفر له، فإنّه يقول في هذا الدعاء: (واغفر لأبي إنّه كان من الضالين).
وهذا الوعد هو ما صرحت به الآية (114) من سورة التوبة إذ تحكي عنه (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلاّ عن موعدة وعدها إياه)! وعده من قبل، وكان هدفه أن ينفذ إلى قلبه عن هذا الطريق، وأن يجرّه إلى طريق الإيمان، لذلك قال له مثل هذا القول وعمل به أيضاً... وطبقاً لرواية عن ابن عباس أن إبراهيم(ع) استغفر لعمّه آزر مراراً، إلاّ أنه حين غادر آزر الدنيا كافراً وثبت عداؤه للدين الحق، قطع إبراهيم استغفار عن عمه، كما نرى في ذيل الآية النص التالي: (فلما تبيّن أنه عدو لله تبرأ منه).(4)
﴿وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ﴾ بأن توفقه للإيمان.