( فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ )...
والخلاصة أن الأصنام لا تشفع لنا كما كنا نتصور ذلك في الدنيا، ولا يتأتى لأي صديق أن يعيننا هنالك...
وممّا ينبغي الإلتفات إليه، أنّ كلمة (شافعين) جاءت في الآية السابقة بصيغة الجمع كما ترى، إلاّ أن كلمة (صديق) جاءت بصيغة الإفراد، ولعلّ منشأ هذا التفاوت والإختلاف، هو أن هؤلاء الضالين يرون بأمُ أعينهم المؤمنين الجانحين
يشفع لهم الأنبياء والأوصياء أو الملائكة وبعض الأصدقاء الصالحين، فأُولئك الضالون يتمنون الشافعين أيضاً، وأن يكون عندهم صديق هنالك!...
إضافةً إلى ذلك فإن كلمتي (الصديق) و (العدو) كما يقول بعض المفسّرين، تطلقان على المفرد والجمع أيضاً...
إلاّ أنّهم ما أسرع أن يلتفتوا إلى واقعهم المرّ، إذْ لا جدوى هناك للحسرة ولا مجال للعمل في تلك الدار لجبران ما فات في دنياهم، فيتمنون العودة إلى دار الدنيا...
﴿فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ﴾ كما للمؤمنين من النبيين وغيرهم.