ثمّ تأمر الآية الأُخرى النّبي (ص) مرّة أُخرى: (قل هل من شركائكم من يهدي إِلى الحق) لأنّ المعبود يجب أن يكون هادياً ومرشداً لعبادة، خاصّة وأنّها هداية نحو الحق، في حين أنّ آلهة المشركين، أعمّ من الجمادات أو الاحياء، غير قادرة أن تهدي أحداً إِلى الحق بدون الهداية الإِلهية، لأنّ الهداية إِلى الحق تحتاج إِلى منزلة العصمة والصيانة من الخطأ والإِشتباه، وهذا لايمكن من دون هداية الله سبحانه وتسديده، ولذلك فإِنّها تضيف مباشرة: (قل الله يهدي للحق) وإِذا كان الحال كذلك (أفمن يهدي إِلى الحق أحق أن يتبع أم لا يهدّي إلاّ أن يهدى) (1).
وتقول الآية في النهاية بلهجة التوبيخ والتقريع والملامة: (فما لكم كيف تحكمون).
﴿قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ﴾ بنصب الحجج والتوفيق للنظر﴿قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ﴾ وهو الله ﴿أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ﴾ غيره أو لا يهتدي وقرىء بتسكين الهاء وتخفيف الدال وشددها الأكثر ﴿إِلاَّ أَن يُهْدَى﴾ وهذا وصف أشرف الشركاء كالمسيح والملائكة ﴿فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ بما لا يقبله عقل سليم.