وإذا كانوا في ما مضى من الزمن قد عملوا صالحاً أو طالحاً، فلست مُحاسباً ولا مسؤولا عنهم آنئذ (إن حسابهم إلاّ على ربي لو تشعرون).
ويستفاد من هذا الكلام - ضمناً - أنّهم كانوا يريدون أن يتهموا هؤلاء الطائفة من المؤمنين، بالإضافة إلى خلوّ أيديهم، بسوء سابقتهم الأخلاقية والعملية، مع أن الفساد والإنحراف الخلقي عادةً في المجتمعات المرفهة أكثر من سواها بدرجات... فهم الذين تتوفر لديهم كل وسائل الفساد، وهم سكارى المقام والمال، وقلّ أن يكونوا من الصالحين.
إلاّ أن نوحاً(ع) - دون أن يصطدم بهم في مثل هذه الأُمور - يقول: ما علمي بهم وبما كانوا يعملون، فإذا كان الأمر كما تزعمون فإنّما حسابهم على ربي لو تشعرون!
﴿إِنْ﴾ ما ﴿حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي﴾ العالم ببواطنهم لا علي ﴿لَوْ تَشْعُرُونَ﴾ ذلك لعلمتموه.