وليس الأمر كما تقول، فإنّه لا شيء بعد الموت (وما نحن بمعذّبين) لا في هذا العالم، ولا في العالم الآخر.
و "الخُلقُ" - بضم الخاء واللام - معناه العادة والسلوك والأخلاق لأن هذه الكلمة جاءت بصيغة الإفراد بمعنى الطبع والسجّية والعادة الأخلاقية... وهى هنا إشارة إلى الأعمال التي كانت تصدر منهم كعبادة الأصنام، وبناء القصور العالية الجميلة، وحب الذات، والتفاخر عن طريق تشييد الأبراج على النقاط المرتفعة، وكذلك البطش عند الإِنتقام أو الجزاء... أي إن ما نقوم به من أعمال هو ما كان يقوم به السلف فلا مجال للاعتراض والانتقاد!...
وفسّر "الخلقُ" بعضهم بالكذب، أي إنّ ما تقوله في شأن الله والقيامة كلام باطل قيل من قبل (إلاّ أن هذا التّفسير إنّما يُقبل إذا قرىء النص: إن هذا إلاّ خَلْقُ الأولين. فيكون الخلق فيه على وزن (الحلق) إلاّ أن القراءة المشهورة ليست كذلك!).
﴿وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ كما تزعم.