هؤلاء الغافلون المغفّلون حين يروا ما حلّ بهم يمنّون أنفسهم: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةَ فَنَتَبَرَّاً مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُا مِنّا﴾ لكنها أُمنية لا تتحقق، وعبرت آية اُخرى عن مثل هذا التمني على لسان كافر يقول لمعبوده المزيف: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرينُ﴾.
ثم تقول الآية: ﴿كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرات عَلَيْهِمْ، وَما هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾.
ليس لهم إلاّ أن يتحسّروا، يتحسّرون على أموالهم التي كنزوها واستفاد منها غيرهم... وعلى فرصة الهداية والنجاة التي هيئت لهم فلم يستثمروها... وعلى عبادتهم لآلهة زائفة بدل عبادة الله الواحد الأحد.
لكنّها حسرة غير نافعة... فاليوم الجزاء على ما جنته يد الإنسان من أخطاء، وليس يوم تلافي الأخطاء.
﴿وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ﴾ الأتباع ﴿لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً﴾ ليت لنا عودة إلى الدنيا ﴿فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ﴾ الأمر الفظيع ﴿يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ﴾ ندامات ﴿وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾ عدل عن وما يخرجون إليه مبالغة في الخلود وإقناطا من الكرة