ودليل من العقل:
(وأن أقم وجهك للدين حنيفاً) وهنا أيضاً لم يكتف بجانب الإِثبات، بل نفي الطرف المقابل لتأكيد الامر، فقالت الآية: (ولا تكونن من المشركين).
"الحنيف" - كما قلنا سابقاً - تعني: الشخص الذي يميل ويتحول عن طريق الإِنحراف إِلى جادة الصواب والإِستقامة، وبتعبير آخر: يغض الطرف عن المذاهب والأفكار المنحرفة، ويتوجه إِلى دين الله المستقيم، ذلك الدين الموافق للفطرة موافقة كاملة ومستقيمة.
وبناء على هذا فإِنّ هذا التعبير يستبطن الإِشارة إِلى كون التوحيد فطرياً في الأعماق، لأنّ الإِنحراف شيء خلاف الفطرة، (فتدبّر).
﴿وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا﴾ مائلا إليه ﴿وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.