ثمّ يتحدث القرآن إجمالا عن شعيب(ع) وعنهم فيقول: (إذ قال لهم شعيب ألا تتقون).
وفي الحقيقة فإن دعوة شعيب(ع) انطلقت من النقطة التي ابتدأها سائر الأنبياء، وهي التقوى ومخافة الله التي تعدُّ أساس المناهج الإصلاحية والتغييرات الأخلاقية والإِجتماعية جمعاء...
والجدير بالذكر أن التعبير "أخوهم" الوارد في قصص صالح وهود ونوح ولوط(ع) ، لم يُلاحظ هنا. ولعل منشأ ذلك يعود إلى أن "شعيباً" كان من أهل مدين أصلا - وتربطه باهلها روابط نسبية، وليس كذلك مع اصحاب الأيكة... ولذلك نرى في سورة هود حين يشير القرآن إلى إرسال "شعيب" إلى قومه من أهل مدين يقول: (وإلى مدين أخاهم شعيباً) إلاّ أن الآية محل البحث لما كانت تتحدث عن أصحاب الأيكة، وشعيب(ع) لا تربطه رابطة نسبية بهم لم تذكر التعبير "أخاهم"...
﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ﴾.