لذا فإنّ القرآن يضيف هنا قائلا: (أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل).
وواضح أنه مع وجود اُولئك العلماء من بني إسرائيل في ذلك المحيط المليء بالمشركين، لم يكن من الممكن أن يتحدث القرآن عن نفسه "جزافاً" واعتباطاً..
لأنّه كان سيردّ عليه من كل حدب وصوب بالإنكار، وهذا بنفسه دليل على أن هذا الموضوع كان جليّاً في ذلك المحيط، بحيث لم يبق مجال للإنكار حين نزول الآيات - محل البحث - ونقرأ في الآية (89) من سورة البقرة أيضاً: (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به).
وكل هذا شاهد جليّ على صدق آيات القرآن وحقانية دعوته!...
﴿أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً﴾ على صحة القرآن أو صدق محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) ﴿أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ كابن سلام وغيره أي علمهم ببعثه من كتبهم.