ومضافاً إلى كل ذلك، فإن الكهنة أنفسهم كانوا يعترفون أنّهم بعد ولادة النّبي(ص) انقطعت علاقتهم بالشياطين الذين كانوا يأتونهم بأخبار السماء و (إنهم عن السمع لمعزوُلون).
ويستفاد من سائر آيات القرآن أن الشياطين كانوا يصعدون إلى السماء ويسترقون السمع من الملائكة، فينقلون ما يدور بين الملائكة من مطالب إلى أوليائهم، إلاّ أنّه بظهور نبيّ الإسلام(ص) وولادته انقطع استراق السمع تماماً، وزال الإرتباط الخبري بين الشياطين وأوليائهم...
وهذا الأمر كان يعلم به المشركون أنفسهم، وعلى فرض أن المشركين كانوا لا يعلمون، فإن القرآن أخبرهم بذلك.(2)
ولذا فقد جعله القرآن دليلا في الآيات الأنفة لدحض ما يتقوله الأعداء...
وهكذا فقد أجاب القرآن على هذا الإِتهام من ثلاثة طرق:
1 - عدم التناسب بين محتوى القرآن وإلقاء الشياطين.
2 - عدم قدرة الشياطين على ذلك.
3- منع الشياطين من استراق السمع.
﴿إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ﴾ لكلام الملائكة ﴿لَمَعْزُولُونَ﴾ ممنوعون بالشهب.