التّفسير
وأنذر عشيرتك الأقربين...
تعقيباً على الأبحاث الواردة في الآيات السابقة في شأن مواقف المشركين من الإسلام والقرآن... فإن الله سبحانه يبيّن لنبيّهِ - في الآيات محل البحث - منهجه وخطّته في خمسة أوامر، في مواجهة المشركين... وقبل كل شيء فإن الله يدعو النّبي(ص) إلى الإعتقاد التام بالتوحيد; التوحيد الذي هو أساس دعوات الأنبياء جميعاً... يقول سبحانه: (فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين)...
ومع أنّ النبيّ(ص) كان من المقطوع به أنّه ينادي إلى التوحيد ولا يمكن أن يُتصور انحرافه عن هذا الأصل... إلاّ أنّ أهمية هذه المسألة كانت بحيث أن يكون شخص النّبي(ص) - قبل كل شيء - مخاطباً بها. ليعرف الآخرون موقفهم... ثمّ إن بناء الآخرين يبدأ من بناء شخصية الإنسان نفسهِ...
﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾ تهييج له (صلى الله عليه وآله وسلّم) ليزداد إخلاصا ولطف للمكلفين.