التّفسير
النّبي ليس شاعراً:
هذه الآيات - محل البحث - هي آخر الآيات من سورة الشعراء، تعود ثانية لتردّ على الإتهام السابق - من قبل الأعداء - بأن القرآن من إلقاء الشياطين، تردهم ببيان أخاذ بليغ مفحم، فتقول: (هل أنبئكم على من تنزّل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم) أي الكاذب المذنب، حيث يلقون اليهم مايسمعونه مع اضافة أكاذيب كثيرة عليه (يلقون السمع وأكثرهم كاذبون).(1)
وملخص الكلام أن ما تلقيه الشياطين له علائم واضحة، ويمكن معرفته بعلائمه أيضاً. فالشيطان موجود مؤذ ومخرب، وما يلقيه يجري في مسير الفساد والتخريب، وأتباعه هم الكذابون المجرمون، وليس شيء من هذه الأُمور ينطبق على القرآن، ولا على مبلّغه، وليس فيها أي شبه بهما.
والناس في ذلك العصر - وذلك المحيط - كانوا يعرفون النّبي محمّداً(ص) واُسلوبه وطريقته، في صدقه وأمانته وصلاحه في جميع المجالات... ومحتوى القرآن ليس فيه سوى العدل والحق والإصلاح، فكيف يمكن أن تتهموه بأنّه من إلقاء الشياطين؟!
﴿هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ﴾ تتنزل.