التّفسير
رأينا في الآيات السابقة أنّ إِبراهيم عرف فوراً أنّ أضيافه الجدد لم يكونوا أفراداً خطرين أو يخشى منهم، بل كانوا (رسل الله) على حد تعبيرهم، ليؤدوا وظيفتهم التي أُمروا بها في قوم لوط.
ولمّا ذهب الهلع والخوف عن إِبراهيم من أُولئك الأضياف، ومن ناحية أُخرى فقد بشروه بالوليد السعيد، شرع فوراً بالتفكير في قوم لوط الذين أُرسل إِليهم هؤلاء الرُسل "الملائكة" فأخذ يجادلهم ويتحدث معهم في أمرهم (فلمّا ذهب عن إِبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط)(1).
وهنا يمكن أن ينقدح هذا السؤال، وهو: لِمَ تباحث إِبراهيم (عليه السلام) مع رسل الله وجادلهم في قوم آثمين ظالمين - كقوم لوط - وقد أُمروا بتدميرهم، في حين أنّ هذا العمل لا يتناسب مع نبيّ - خاصّة اذا كان إِبراهيم (عليه السلام) في عظمته وشأنه؟
﴿فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ﴾ الخوف ﴿وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى﴾ بالولد ﴿يُجَادِلُنَا﴾ أقيل يجادل رسلنا ﴿فِي﴾ شأن ﴿قَوْمِ لُوطٍ﴾ بقوله إن فيها لوطا.