يقول القرآن الكريم في هذا الصدد (وجاءه قومه يُهرعون إِليه)(3) وكانت حياة هؤلاء القوم مسودّة وملطخة بالعار (ومن قبلُ كانوا يعملون السيئات)فكان من حق لوط أن يضيق ذرعاً يصرخ ممّا يرى من شدّة استيائه و(قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم) فأنا مستعد أن أزوجهن إِيّاكم (فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد) يصدكم عن هذه الأعمال المخزية وينصحكم بالإِقلاع عنها.
﴿وَجَاءهُ قَوْمُهُ﴾ حين أعلمتهم امرأته بهم بتدخينها ﴿يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ﴾ كأنهم يساقون سوقا ﴿وَمِن قَبْلُ﴾ قبل ذلك اليوم ﴿كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ﴾ إتيان الذكور في أدبارهم ﴿قَالَ﴾ لما هموا بأضيافه ﴿يَا قَوْمِ هَؤُلاء بَنَاتِي﴾ فتزوجوهن وكانوا يخطبوهن فلا يجيبهم لعدم الكفاءة لا للكفر إذ ليس مانعا في شرعه، وقيل أراد نساءهم لأن كل نبي أبو أمته ﴿هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ﴾ أنظف وأحل ﴿فَاتَّقُواْ اللّهَ﴾ بإيثار الحلال على الحرام ﴿وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ﴾ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.