التّفسير
أحسن القصص بين يديك:
تبدأ هذه السورة بالحروف المقطعة "ألف. لام. راء"
وهي دلالة على عظمة القرآن، وإِنّ تركيب هذه الآيات ذات المحتوى العميق متكوّن من أبسط الأجزاء، وهي حروف الهجاء "ألف - باء... الخ" وقد تحدثنا عن الحروف المقطعة في القرآن - حتى الآن - في ثلاثة مواضع "بداية سورة البقرة، وآل عِمران، والأعراف" بقدر كاف... فلا ضرورة للتكرار، وأثبتنا دلالتها على عظمة القرآن.
وربّما كان لهذا السبب أن تأتي الإِشارة - بعد هذه الحروف المقطعة مباشرةً - إلى بيان عظمة القرآن في هذه السورة، فتقول: (تلكَ آيات الكتاب المبين).
وممّا يستلفت النظر أنّه اُستُفيد من اسم الإِشارة "تلك" في هذه الآية للبعيد، نظير ما جاء في بداية سورة البقرة وبعض السور القرآنية الأُخرى.
وقد قلنا: إِنّ مثل هذه التعبيرات جميعاً يشار بها إلى عظمة هذه الآيات، أي أنّها بدرجة من الرفعة والعلوّ كأنّها في نقطة بعيدة لا يمكن الوصول إِليها ببساطة، بل بالسعي والجدّ المتواصل... فهي في أوج السّماوات وفي أعالي الفَضاء اللامتناهي، لا أنّها مطالب ومفاهيم رخيصة يحصل عليها الانسان في كل خطوة.
﴿الر تِلْكَ﴾ أي الآيات ﴿آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ السورة أو القرآن البين الإعجاز أو المبين له.