وينبغي لي أن أترك مثل هذه العقائد لأنّها على خلاف الفطرة الإنسانية النقيّة، ثمّ إنّي تربّيت في اُسرة الوحي والنبوّة (واتّبعت ملّة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب).
ولعلّ هذه هي أوّل مرّة يعرّف يوسف نفسه للسجناء بهذا التعريف، ليعلموا أنّه سليل الوحي والنبوّة وقد دخل السجن بريئاً... كبقيّة السجناء الأبرياء في حكومة الطواغيت.
ثمّ يضيف على نحو التأكيد (ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء) لأنّ اُسرتنا اُسرة التوحيد... اُسرة إبراهيم محطّم الأصنام (ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس).
وعلى هذا فلا تتصوّروا أنّ هذا الفضل والحبّ شملا اُسرتنا أهل النبوّة فحسب - بل هي الموهبة العامّة التي تشمل جميع عباد الله المودعة في أرواحهم المسمّاة بالفطرة حيث يتكاملون بقيادة الأنبياء (ولكن أكثر الناس لا يشكرون).
جدير بالذكر والإلتفات أنّ "إسحاق" عُدّ في الآية المتقدّمة في زمرة "آباء يوسف" في حين أنّنا نعرف أنّ يوسف هو ابن يعقوب ويعقوب هو إبن إسحاق، فتكون كلمة أب بهذا مستعملة في الجدّ أيضاً.
﴿وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي﴾ دينهم ﴿إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ﴾ ما جاز ﴿لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ﴾ التوحيد ﴿مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ﴾ بعثنا لهدايتهم ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ﴾ فضله.