وهنا يقول القرآن الكريم: إنّه حينما جهّزهم يوسف بجهازهم وأرادوا الرحيل عن مصر (ولمّا جهزّهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أنّي اُوفي الكيل وأنا خير المنزلين) لكنّه ختم كلامه بتهديد مبطّن لهم، وهو إنّني سوف أمنع عنكم المؤن والحبوب إذا لم تأتوني بأخيكم (فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون)، وكان يوسف يحاول بشتّى الطرق، تارةً بالتهديد، وأُخرى بالتحبّب، أن يلتقي بأخيه بنيامين ويبقيه عنده.
وظهر من سياق الآيات.
أمران: أنّ الحبوب كانت تباع وتشترى في مصر بالكيل لا بالوزن، واتّضح أيضاً أنّ يوسف كان يستقبل الضيوف - ومنهم اخوته - الذين كانوا يفدون إلى مصر بحفاوة بالغة ويستظيفهم بأحسن وجه.
﴿ َلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ﴾ أوقر لكل رجل بعيرا ﴿قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ﴾ بنيامين ﴿أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ﴾ المضيفين.