التّفسير
الأدعياء مشركون غالباً!
بعد ما إنتهت قصّة يوسف (عليه السلام) بكلّ دروسها التربوية ونتائجها الغزيرة والقيّمة والخالية من جزاف القول والخرافات التاريخيّة... إنتقل الكلام إلى النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث يقول القرآن الكريم: (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم...).
إنّ هذه المعلومات الدقيقة لا يعلمها إلاّ الله، أو واحدٌ من الذين كانوا حاضرين هناك، وبما أنّك لم تكن حاضراً لديهم فالوحي الإلهي فقط هو الذي جاءك بهذه الأخبار.
ومن هنا يتّضح أنّ قصّة يوسف بما أنّها وردت في التوراة فأهل الحجاز عندهم معلومات تقريبيّة عنها، ولكن كلّ هذه الحوادث لم تطرح بهذه الدقّة في جزئياتها أبداً، وحتّى في المحافل الخاصّة السابقة لم تكن تُعرف بدون إضافة وخرافة.
﴿ذَلِكَ﴾ المقصوص ﴿مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ﴾ ما غاب عنك يا محمد ﴿نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ﴾ عند إخوة يوسف ﴿إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ﴾ عزموا على أن يكيدوه ﴿وَهُمْ يَمْكُرُونَ﴾ به أي لم تحضرهم فتعلم نبأهم وإنما علمته من جهة الوحي.