وهذه الآية بالإضافة إلى ما ذكرنا هي تسليةً لقلب النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتّى لا ييأس أبداً من إصرارهم على الكفر والذنوب ولا يستوحش الطريق لقلّة أصحابه، كما نقرأ في آيات أُخرى من القرآن الكريم الكهف (1): (لعلّك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً) وقوله تعالى: (وما تسألهم عليه من أجر)فهؤلاء في الواقع ليس لهم أي عذر أو مبرّر لعدم قبول الدعوة بالإضافة إلى ما اتّضح من علامات الحقّ أنّك لم تسألهم أجراً حتّى يكون مبرّراً لمخالفتك: (إن هو إلاّ ذكر للعالمين).
وهذه الدعوة عامّة للجميع، ومائدة واسعة للعام والخاص وكلّ البشرية.
﴿وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْه﴾ أي القرآن ﴿مِنْ أَجْرٍ﴾ جعل تأخذه منهم ﴿إِنْ هُوَ﴾ ما القرآن ﴿إِلاَّ ذِكْرٌ﴾ عظة ﴿لِّلْعَالَمِينَ﴾