التّفسير
الأبواب الثّمانية للجنّة وصفات اُولي الألباب:
تتحدّث هذه الآيات عن سيرة اُولي الألباب وصفاتهم الحسنة، وفيها تكميل للبحث السابق.
في الآية الأُولى من هذه المجموعة إستفهام إنكاري: (أفمن يعلم أنّما أنزل إليك من ربّك الحقّ كمن هو أعمى).
وهذا وصف رائع، فهو لم يقل: أفمن يعلم أنّ هذا القرآن على الحقّ كمن لا يعلم؟ بل قال: كمن هو أعمى؟ وهذه إشارة لطيفة إلى أنّه من المحال أن لا يعلم أحد بهذه الحقيقة إلاّ أن يكون أعمى القلب، فكيف يمكن لإنسان يمتلك عيناً سليمة ولا يرى نور الشمس، وهذا القرآن كالشمس.
ولذلك يجيء في نهاية الآية قوله تعالى: (إنّما يتذكّر اُولو الألباب).
"الألباب" جمع لبّ بمعنى جوهر الشيء، ويقابل اُولي الألباب اُولو الجهل والعمى.
إنّ هذه الآية - وكما يذهب إليه بعض المفسّرين - تحثّ الناس على طلب العلم ومحاربة الجهل، لأنّها تعدّ الفرد الفاقد للعلم كمن هو أعمى.
﴿أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ﴾ فيتبعه ﴿كَمَنْ هُوَ أَعْمَى﴾ لا يعلمه أو لا يتبعه إنكار أن يتوهم تشابههما ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ﴾ يتعظ ويعتبر ﴿أُوْلُواْ الأَلْبَابِ﴾ ذوو العقول.