): ﴿قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي﴾ نسب الإغواء إليه تعالى على طريقة الأشاعرة والجبرية ﴿لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ﴾ المعاصي ﴿فِي الأَرْضِ﴾ في الدنيا ﴿وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ بالدعاء إلى الضلال حتى يضلوا.
وهنا أظهر إِبليس نيته الباطنية (قال ربّ بما أغويتني) وكان هذا الإِنسان سبباً لشقائي (لأُزينن لهم في الأرض) نعمها المادية (ولأُغوينهم أجمعين) بإِلهائهم بتلك النعم.
إِلاّ أنّه يعلم جيداً بأن وساوسه سوف لن تؤثر في قلوب عباد اللّه المخلصين، وأنّهم متحصنون من الوقوع في شباكه، لأنّ قوة الإِيمان ودرجة الإِخلاص عندهم بمكان يكفي لدرء الخطر عنهم بتحطيم قيود الشيطان عن أنفسهم.