ويستمر القرآن بالحديث عن "أصحاب الحجر": (وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين) وموقف الأعراض المشار إِليه - كما يبدو - هو عدم استعدادهم لسماع الآيات والتفكر بها.
وتشير الآية إِلى أنّهم كانوا من الجد والدقّة في أُمور معاشهم وحياتهم الدنيوية حتى أنّهم (وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً آمنين).
وهو ما يبيّن لنا أنّ منطقتهم كانت جبلية، بالإِضافة إِلى ما توصلوا إِليه من مدنية متقدمة، حيث أصبحوا يبنون بيوتهم داخل الجبال ليأمنوا من السيول والعواصف والزلازل.
والعجيب من أمر الإِنسان، أنّه يحزم أمره لتجهيز وتحصين مستلزمات حياته الفانية، ولا يعير أيَّ اهتمام لحياته الباقية، حتى يصل به المآل لأنْ لا يكلف نفسه بسماع آيات اللّه والتفكر بها!!!!.
﴿وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا﴾ الناقة وما فيها من المعجزات ﴿فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ﴾ لا يعتبرون بها.